كتاب أغرب القضايا | بهاء الدين أبوشقة


بهاء الدين أبوشقة


من خلال خبرة قانونية امتدت لعدة عقود من السطور بين دفتي هذا الكتاب «أغرب القضايا»؛ ومن خلال ملاصقة وثيقة للقضايا التي حواها الكتاب.  تكشفت حقائق مذهلة قد تكون أغرب من الخيال يقبلها العقل بصعوبة بالغة؛ لكنها في حقيقة الأمر واقع حي معاش حدث داخل المجتمع المصري.


وقائع هذا الكتاب ليست درباً من الخيال ولا فكراً مجرداً لمبدع؛ ولا صورة خيالية لفنان عن الواقع؛ وإنما هي تجربة إنسانية صادقة وعميقة من داخل المحاكم المصرية خلال سنوات طويلة من الزمن.

وأجزم أن هذا الكتاب هو وقائع وأحداث حقيقية شهدتها محاكم مصر المختلفة؛ وهو ثمرة جهد طويل في التعامل مع القضايا في النيابة العامة أو كقاضي في منظومة العدالة أو كمدافع في مجال المحاماة، ولذلك فإن القضايا التي تم طرحها فيه؛ تعد بمثابة وقائع حقيقية شهدتها محاكم مصر رغم الغرابة الشديدة فيها، و التي تجعلها تدخل في إطار أغرب من الخيال والتصور.

و العاملون في منظومة العدالة سواء كانت النيابة أو السلك الفضائي أو مجال المحاماة يعنيهم بالدرجة الأولى الوصول إلى الحقيقة؛ حيث أن الأصل في الإنسان البراءة وأنه بريء حتى تثبت إدانته؛ ومن خلال المعايشة الحقيقية في كل هذه المجالات جاءت ثمرة هذا الكتاب, فالقاضي أو المحقق أو المدافع تشغله قضية الوصول إلى الحقيقة؛ و التي قد تأتى أغرب من الخيال كما حوت قضايا هذا الكتاب.. و بالتالي فإن الرسالة التي يقدمها كتاب «أغرب القضايا»» أنه لابد من البحث والتدقيق والتمحيص وتحليل كل كلمة و لفظ، ولما كان القانون ‏ كما يقول الرومان ‏ هو علم العلوم، فإنه يجب الغوص في بطون أخرى من المعرفة واللغة والدين والتاريخ وعلم الاجتماع وعلم النفس والمنطق، من أجل الوصول إلى الحقيقة المنشودة.

وليست المسألة كما يزعم بعض من يجهل دور المحقق أو القاضي أو المحامي في الكشف عن الحقيقة؛ وليست كما يظن البعض أن دور المحامي عندما يحصل عل البراءة ثمرة حيل بل الأمر أعمق من ذلك، إذ إن الدليل الجنائي لغز بمجرد فك طلاسمه أصبح سهلاً؛ وبحار الناس من أمرهم كيف كان أمام أعينهم، ولم يفطنوا إليه.. وهذا هو الدور الحقيقي الذى يلزم أن يتحل به من يعمل في الحقل الجنائي وعلى وجه الخصوص المحامي الجنائي، وليس كما يزعم البعض أن هناك حيلاً يستخدمها المحامون في الحصول عل البراءة ولكن الأمر برمته يتعلق بالدليل الجنائي وهذه هي مهمة المحقق الجيد و المحامي الجيد اللذين يملكان المفتاح الحقيقي لكشف اللغز الجنائي.

على أية حال هذا الكتاب هو رسالة لجميع العاملين في الحقل الجنائي،  تعرض تجربة سنوات طويلة في مجال البحث عن الحقيقة من خلال معايشته للقضايا سواء كمحقق في النيابة العامة أو قاض يفصل في القضايا أو كمدافع في مجال المحاماة.

وعلى الله قصد السبيل لا نبتغى منه أجراً وإنما هدايتنا في و قصدنا قول الله تعالى : "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" و خير ما يمكث هو علم أو معرفة ينتفع بها. والله ولى التوفيق وإلى اللقاء مع الجزء الثاني إن شاء الله.

المستشار بهاء الدين أبو شقة
سبتمبر 2018